الأربعاء، 29 يونيو 2016

رحلة لاجئ

العواصف تزأر من حولي تلتهم أطرافي .كما تلتهم أطراف معطفي...الكلاب  هناك في ديارها النائيةتنبح . والخيال يجثم علي صدري...يكشر عن أنيابه يفترس عقلي المتخم بالألم. يرسم لي عشرات الخيالات المريعة والأطياف المرعبة... وأنا عبر الحقول أمشي ...ألتمس موضع قدمي أنظر للوراء فأرى ظلاماً دامساً.... أرنو للأمام اجده يحاصرني.. حتى تحت قدامي أبصر الظلام.. كلما رفعت عيني لأعلى يخيل إلي أني سمكة تسقط في وعاء سحيق ترسمه النجوم من حولي في السماء ...نجوم تلمع خلف أستار الغمام... نجوم بكر ترسل ضوءاً أولياً.. وليد لم تلوثه الأيام بعد... ذلك الضوء الذي وجد منذ الأزل . هو بعينه ذلك الضوء  الذي ألهم العظماء في كل الأزمان  وأنا أمشي أسمع أنين النباتات إنها تحتج على سحقها تحت  قدمي.. ها هي بركة ماء ضحلة كلما حاولت أن أخوضها هنا أو هناك تخرج قدمي ملوثة بطين ينزف دماً إنني في حالة سيئة.. إنني أهذي يجب أن أجد مكاناً لاحتمي به. إنني أبحث عن ملجأ في أرض ما


الثلاثاء، 28 يونيو 2016

أمل....



تطلعت (أمل) في قلق وحيرة إلي الأجهزة والأنابيب المتصلة بجسدها وسألت الطبيب في توتر:
- ما هذا بالضبط  !؟
أجابها الطبيب وهو يمنحها ابتسامة مشجعة:
- إنها مجموعة من الأجهزة والأدوات الدقيقة ،سوف تعمل علي حقنك بكميات دقيقة من علاج جديد ندعو الله أن يساعدك علي الشفاء
تمتمت بصوت خافض:
- هكذا إذاً.؟
ابتسم الطبيب مرة أخري وقال مشجعاً:
- نعم هكذا....لا داعي للقلق.
انهي الطبيب عمله بمهارة ودقة ثم اتجه نحو باب الحجرة التي ترقد داخلها وهو يكمل حديثه:
سأتركك وحدك الآن صغيرتي حتي تبدأ رحلة العلاج.
قالت في توتر وخوف:
هل ستتركني وحدي.!؟؟
تطلع إليها الطبيب في تعاطف وهو يقول مبتسماً:
- هل تخافين الأماكن المغلقة .؟
نظرت إليه في لحظة شرود وهي لاتجد ما تقول ثم قالت في هدوء:
- كلا ...لا عليك فلم يعد هناك ما يخيفني .
كانت نفسها تموج بأحاسيس  ومشاعر شتي لكنها كبتت كل هذا في أعماقها،واخذت تلتفت حولها يمنة ويسري لا تدري عن أي شيئ تبحث ، وخلف زجاج الغرفة بالخارج شاهدت والدها يتطلع إليها ويراقبها في توتر وقلق ،رأته وقد ارتسمت علي وجهه ابتسامة باهتة ، ابتسامة رسمها فقط ليطمئنها ويشجعها.
سمعت( أمل ) صوت الطبيب يقول لها عبر جهاز الإتصال بينهما:
هل أنت مستعدة ؟
أومأت برأسها إيجاباً ونطقت بصوت مبحوح:
- نعم مستعدة .
وبدأت رحلة العلاج...استسلمت ( أمل ) تماماً لما سيحدث لها ولكنها لم تستطع منع تلك الرجفة التي تسري في أوصالها ، كانت حقاً تشعر بخوف داخلي امتلكها وسيطر علي كل كيانها ،لم تكن تدري كيف تفسر ذلك الخوف الذي يجري في عروقها، أهو خوف طفولي أصابها فجأة ، أم هو شعورها الرهيب بالوحدة ،ذلك الشعور الذي يملأ نفسها منذ اكتشفت حقيقة مرضها ، ام أنه الخوف من مصيرها المجهول.
وعندما وصلت إلي تلك النقطة ارتجف قلبها بين ضلوعها بشدة وراحت تشعر وكأن هناك يد باردة تعتصره في قوة ، حتي دموعها عجزت عن البقاء في مقلتيها فسالت علي وجنتيها حارة ،لكنها تماسكت و استعانت بالله وتمنت أن تربح تلك المعركة الفاصلة في حياتها...تمنت هذا كما لن تتمني شيئاً من قبل.
لأن النصر فيها سيمنحها فرصتها للحياة

إنها .... الفرصة الأخيرة

بقلم / أشرف عبدالباري