الأربعاء، 29 يونيو 2016
الثلاثاء، 28 يونيو 2016
أمل....
تطلعت (أمل) في قلق
وحيرة إلي الأجهزة والأنابيب المتصلة بجسدها وسألت الطبيب في توتر:
-
ما هذا بالضبط !؟
أجابها الطبيب وهو
يمنحها ابتسامة مشجعة:
-
إنها مجموعة من الأجهزة والأدوات الدقيقة ،سوف تعمل علي حقنك بكميات دقيقة من علاج
جديد ندعو الله أن يساعدك علي الشفاء
تمتمت بصوت خافض:
-
هكذا إذاً.؟
ابتسم الطبيب مرة
أخري وقال مشجعاً:
-
نعم هكذا....لا داعي للقلق.
انهي الطبيب عمله
بمهارة ودقة ثم اتجه نحو باب الحجرة التي ترقد داخلها وهو يكمل حديثه:
سأتركك وحدك الآن
صغيرتي حتي تبدأ رحلة العلاج.
قالت في توتر وخوف:
هل ستتركني
وحدي.!؟؟
تطلع إليها الطبيب
في تعاطف وهو يقول مبتسماً:
-
هل تخافين الأماكن المغلقة .؟
نظرت إليه في لحظة
شرود وهي لاتجد ما تقول ثم قالت في هدوء:
-
كلا ...لا عليك فلم يعد هناك ما يخيفني .
كانت نفسها تموج
بأحاسيس ومشاعر شتي لكنها كبتت كل هذا في
أعماقها،واخذت تلتفت حولها يمنة ويسري لا تدري عن أي شيئ تبحث ، وخلف زجاج الغرفة
بالخارج شاهدت والدها يتطلع إليها ويراقبها في توتر وقلق ،رأته وقد ارتسمت علي
وجهه ابتسامة باهتة ، ابتسامة رسمها فقط ليطمئنها ويشجعها.
سمعت( أمل ) صوت
الطبيب يقول لها عبر جهاز الإتصال بينهما:
هل أنت مستعدة ؟
أومأت برأسها
إيجاباً ونطقت بصوت مبحوح:
-
نعم مستعدة .
وبدأت رحلة
العلاج...استسلمت ( أمل ) تماماً لما سيحدث لها ولكنها لم تستطع منع تلك الرجفة
التي تسري في أوصالها ، كانت حقاً تشعر بخوف داخلي امتلكها وسيطر علي كل كيانها
،لم تكن تدري كيف تفسر ذلك الخوف الذي يجري في عروقها، أهو خوف طفولي أصابها فجأة
، أم هو شعورها الرهيب بالوحدة ،ذلك الشعور الذي يملأ نفسها منذ اكتشفت حقيقة
مرضها ، ام أنه الخوف من مصيرها المجهول.
وعندما وصلت إلي
تلك النقطة ارتجف قلبها بين ضلوعها بشدة وراحت تشعر وكأن هناك يد باردة تعتصره في
قوة ، حتي دموعها عجزت عن البقاء في مقلتيها فسالت علي وجنتيها حارة ،لكنها تماسكت
و استعانت بالله وتمنت أن تربح تلك المعركة الفاصلة في حياتها...تمنت هذا كما لن
تتمني شيئاً من قبل.
لأن النصر فيها
سيمنحها فرصتها للحياة
إنها .... الفرصة
الأخيرة
بقلم / أشرف عبدالباري
بقلم / أشرف عبدالباري
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)